بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا النبي الأمي الصادق الأمين وعلى آله وصحبه ومن اتبعه أجمعين.
سأبدأ من حيث القضية التي أثارت في خاطري هذا الموضوع ودفعتني للكتابة عنه، وهي قضية خطيرة جدا تفتك بصاحبها قبل أن تضر غيره ممن يحاورهم ويناقشهم، وأرجو من إدارة الشبكة أن لا تنقل هذا الموضوع إلى المحور العام، لأن هذا الموضوع يتعلق بالحوار السياسي الذي يدور في المحور السياسي.
كتب كثير من الأعضاء مواضيع عديدة حول لجوء الأعضاء في حوارهم إلى السب والشتم والهمز واللمز والتجريح والاستهزاء وغير ذلك... وهذا ليس قضية موضوعنا هذا، وإنما هناك مرض أخطر بكثير له أعراض يمكن ذكر أخطرها فيما يلي.
أعراض المرض1- التعصب الأعمى الذي يؤدي إلى رفض الحق وعدم العدل والجور وعدم تقبل أي نقد للرأي أو الفكرة أو المنهاج والاعتقاد بالعصمة.
2- الانغلاق الفكري وعدم تقبل آراء الغير وأفكارهم حتى وإن كانت صحيحة وتبين صحتها.
3- إساءة التفسير واعتماد الظن والهوى أساسا لتفسير مواقف الغير وآرائهم وسلوكهم ومسارهم رغم ضعف الحجة وعدم وجود الدليل ومخالفة المنطق والعق، ورغم أن بعض هذه الأمور تتعلق بالنوايا والضمائر وأشياء أخرى لا يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى.
الحمد لله... عدت لأكمل الموضوع
4- ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة حصرياً ورفض مبدأ مناقشة الرأي والفكر والمنهج والسلوك أو حتى كيفية الوصول لما يظنه من حقائق وكأن الأمر سري لا يعرفه إلا من ارتبط بهذا التنظيم أو ذاك.
5- قيام بعض الأعضاء بتمقص بعض الشخصيات المجاهدة التي تحظى بتاريخ أبيض ناصع وباع طويل في الجهاد والتضحيات واستغلالها من أجل فرض وجهة نظر المتقمص والاستعلاء على الآخرين والمزاودة عليهم وقمعهم فكريا.
6- تبني مواقف معينة بناء على أوهام وظنون ومغالطات فكرية وفقه مريض وتفسير خطأ للأحاديث الشريفة أو الآيات القرآنية الكريمة، كمن يقول إذا ما هو حسن عند المجاهدين فهو حسن عند الله!!!
7- تبرير الأخطاء ورفض الاعتراف بالخطأ أو التقصير أو الوقوع في الزلات، وكأنهم حازوا عصمة الأنبياء ووصلوا إلى مرتبة الملائكة.
8- اختزال القضايا وتقزيمها وحشرها في زوايا ضيقة، والتخصيص، والتعميم، والهروب إلى الأمام، وذر الرماد في العيون، والتغني بأمجاد الماضي، والعيش في أوهام المستقبل،...
9- التدليس بمعنى فبركة أدلة للوصول إلى خلاصة ما تناقض الحقيقة.
10- الإرهاب الفكري وحشد المناصرين للعضو لشن هجوم واسع وانتقاد لاذع ضد من يخالفه الرأي والموقف والمنهج والسلوك، واستخدام تعبيرات لاسعة وجارحة ليتوقف عن الحوار والنقاش.
نتائج هذا المرض1- هلاك العقل الذي هو نعمة أنعم الله بها على الإنسان.
2- الكبر، لأن الكبر – كما جاء في الحديث الشريف – هو بطر الحق وغمط الناس، أي رفض الحق وظلم الناس، ونحن نعلم أنه لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- انتشار التنازع المنهي عنه وتفاقمه والذي ينهك الأمة ويفشل جهود العاملين للغسلام ويشتت مواقفهم، ويمكن الأعداء من رقاب شعوبنا المسلمة، ويذهب ريح أمتنا، كما جاء في القرآن الكريم: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ".
4- ضياع الحقيقة وشيوع التشكيك وانتشار الإشاعة وعدم الاستفادة من طاقات الأمة والخلافات المعبرة عن اختلاف الطاقات والمعارف والقدرات والخبرات والتجارب.
5- إفساح المجال لممارسي الإشاعة والدعاية الرمادية والدعاية السوداء ومن يقلبون الحقائق ويزيفون الوقائع ويسيئون تفسير الأحداث للعمل في شبكة مهمتها الرئيس خدمة القضية الفلسطينية، قضية العرب والمسلمين.
نسأل الله العفو العافية وسلامة الصدر والإخلاص في القول والعمل والبصيرة.
منقوول: و كاتبه : د.محمد الريفي